حبس أحمد بن طولون أحد حكام مصر الأقدمين العالم الجليل القدير أبا الحسن أحمد بن بنان , وقد دخل العالم على الحاكم فأمره ونهاه , فغضب الحاكم على العالم
متجاهلا قول الصادق المصدوق صلوات ربي وسلامه عليه : (( اثنان إذا صلحا صلحت الأمة وإذا فسدا فسدت الأمة : العلماء والأمراء )) . غضب الحاكم ولم
يبق في قوس صبره منزع وبلغ من غضبه بعدما غلى شدة غضبه وانفجر - أنه قال لجنده : خذوا هذا وادفعوا به إلى أسد جائع وأغلقوا عليهما قفصا حتى لا يبقى
من عظامه ولحمه ولا يذر . وانفرد الأسد بالعالم الجليل وفي صبيحة اليوم التالي , نظر الحراس فوجدوا العالم يجلس في وقار وإجلال يذكر الله ويتلو آياته المباركات ووجدوا الأسد الجائع المغضب مطأطأ الرأس في سكينة وتواضع يستمع إلى آي الذكر الحكيم وكيف لا وهو كلام الله جل جلاله
(( الله نزل أحسن الحديث كتابا متشابها مثاني تقشعر منه جلود الذين يخشون ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ))
ثم كيف لا ومنزل الكتاب سبحانه وتعالى يقول
(( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون ))