[size=24]جعلنا الله و اياكم من البارين بوالدينا في حياتهما و بعد مماتهما
اليكم القصة
يتذكر أهالي الاسياح (حيزان الفهيدي) فيتذكرون تلك المحاكمة الجميلة (بين شقيقين) والتي ربما تكون واحدة من أغرب الخصومات التي شهدتها المحاكم
الشرعية في تاريخها.. المحاكمة التي بكى لها حيزان فبكى منها كل من سمع عنها وتناولها خطباء الجوامع على المنابر جاعلين منها مضرب مثل للبر الحقيقي والتضحية الصادقة.
كانت الخصومة بين حيزان وشقيقه الوحيد. لم يكن مصدر خلافهم على مال أو عقار كانا يتنازعان على بقايا امرأة لا يتجاوز وزنها الحقيقي 20كيلو جراما هي
والدتهم المسنة التي لاتملك في هذه الدنيا سوى خاتم من النحاس في أصبع يدها. كانت المرأة في رعاية ابنها الأكبر حيزان الذي كان يعيش وحيدا وعندما تقدمت
به السن جاء شقيقه الآخر الذي يسكن مدينة أخرى ليأخذها حتى تعيش مع أسرته ويوفر لها الخدمة والرعاية المطلوبة. رفض حيزان بحجة انه لا زال قادرا على[/b]
ذلك وان شيئا لا ينقصها. اشتد بينهما الخلاف الذي وصل في نهايته الى باب مسدود استدعى تدخل المحكمة الشرعية لفض النزاع قالها حيزان في حينها (بيني
وبينك حكم الله ياغالب) يقصد شقيقه. توجها بعدها لمحكمة الاسياح لتتوالى الجلسات وتتحول الى قضية رأي عام على مستوى المحافظة (أيهما يفوز بالرعاية)
وعندما لم يصلا إلى حل عن طريق تقارب وجهات النظر طلب القاضي إحضارها للمحكمة لتحسم الأمر وتختار بنفسها من تريد. في الجلسة المحددة جاءا بها
يتناوبان حملها في كرتون وكأنها طائر نزع ريشه ووضعت أمام القاضي الذي وجه لها سؤالا لاتزال هي رغم تقدمها بالعمر تدرك كل أبعاده. أيهما تختارين يا أم حيزان..؟
لم تكن الإجابة أفضل من كل محاولات تقريب وجهات النظر.. نظرت إليهما وأشارت إلى حيزان قالت هذا (عيني هاذي) (وذاك عيني تلك) ليس عندي غير هذا يا
صاحب الفضيلة.هنا كان على القاضي ان يحكم بينهما بما تمليه مصلحتها مما يعني ان تؤخذ من حيزان إلى منزل شقيقه في ذلك اليوم بكى حيزان حتى لتعتقد انه
[b] لم يبق من دموع تغسل بقايا حزنه وبكى لبكائه شقيقه وخرجا يتناوبان حملها إلى السيارة التي ستقلها (يرحمها الله) إلى مسكنها الجديد.